الصين تعزز تعاونها مع شركاء الهند من الخليج إلى المحيط   
تقييم حالة - مركز أفق المستقبل للاستشارات - 14/02/2023
533 مشاهدة
pdf


يُنظر إلى زيارة الرئيس الصيني كمحاولة لتكثيف العلاقات مع المنطقة في وقت تتراجع فيه القوى الكبرى الأخرى

***

يشكل العراق حجر الزاوية في استراتيجية مبادرة الحزام والطريق الصينية

****

بالإضافة إلى دفع مشاريع مبادرة الحزام والطريق الصينية فإن بكين حريصة بشكل خاص على تطوير تعاون وثيق مع السعودية في مجال الطب الجيني

****

تسعى الصين جاهدة لتوسيع نطاق نفوذها في غرب آسيا، بما فيها الدول العربية الرئيسية، وكذلك في شمال إفريقيا، وهي مناطق كانت الهند فيها شريكا تقليديا، بحسب تقرير لصحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية.

وبين بكين ونيودلهي عداء تاريخي وخلافات عديدة تكمن مع أسباب أخرى خلف التنافس بين البلدين على مناطق المصالح الاقتصادية والتجارية.

وذكر التقرير، أن بكين تنظر إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الصيني "شي جين بينج" إلى السعودية (في ديسمبر/كانون الأول 2022) كمبادرة رائدة مع العالم العربي، وسط جهود لتخفيف الانتقادات بشأن إساءة معاملة بكين لأقلية الإيجور (المسلمة).

ووفق مراقبين، يُنظر إلى زيارة الرئيس الصيني كمحاولة لتكثيف العلاقات مع المنطقة في وقت تتراجع فيه القوى الكبرى الأخرى.

وبالإضافة إلى دفع مشاريع مبادرة الحزام والطريق الصينية، فإن بكين حريصة بشكل خاص على تطوير تعاون وثيق مع السعودية في مجال الطب الجيني، كما توفر دعما فنيا لتنفيذ رؤية السعودية التنموية 2030.

وتوفر شركة "China Communication Service Corporation" الصينية، خدمات الألياف البصرية لشركتا الكهرباء والاتصالات السعوديتان.

الإمارات وقطر

وضمن التعاون الصيني مع دول الخليج العربي، وقّعت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ودائرة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في مقاطعة شاندونغ الصينية، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات والبيانات حول القطاع الصناعي.

وفي قطر الغنية بالغاز الطبيعي، تخطط شركة "الصين للكيماويات" (سينوبك)، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، لاستثمار 29 مليار دولار في مشروع "NorthField East" كجزء من استراتيجية بكين للحصول على عقود طويلة الأجل مع الدوحة.

وتتطلع بكين إلى توظيف عمال مهرة من المغرب (على ساحل المحيط الأطلسي) للعمل في أحد مصانعها التي تنتج أجهزة "iPhone" التابعة لشركة "Apple Inc".

نفط مقابل البنية التحتية

وفي العراق، حيث حققت الصين نجاحات هائلة في قطاع البنية التحتية، تتطلع بكين إلى بناء مصنعين للأسمنت.

ويتعاون البلدان لبناء محطة لتوليد الطاقة بتكلفة 5 مليارات دولار في محافظة كربلاء جنوب العراق، كما فازت شركة "سينوبك" الصينية بعقد تطوير حقل غاز المنصورية العراقي بالقرب من الحدود الإيرانية.

كما تتعاون بغداد وبكين أيضا في مشاريع منها بناء المطارات ومحطات الطاقة الشمسية، وبرز العراق باعتباره الشريك التجاري الأول للصين في المنطقة مع تجارة ثنائية تبلغ 30 مليار دولار، وهو ثالث أكبر مورد للنفط إلى الصين بعد السعودية وروسيا.

ووفقا للصحيفة، وقّع العراق اتفاقية مع الصين تمنحها 100 ألف برميل من النفط الخام يوميا مقابل بناء مدارس في جميع أنحاء البلاد، ومطار مدني في الناصرية، ومحطات طاقة شمسية.

ويشكل العراق حجر الزاوية في استراتيجية مبادرة الحزام والطريق الصينية، وكان الهدف الأعلى ضمن المبادرة عام 2021، حيث حصل على تمويل بقيمة 10.5 مليارات دولار لمشاريع متنوعة.

ولتلبية احتياجات إعادة الإعمار بعد الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، يحتاج العراق إلى 88 مليار دولار، وهو ما يوفر فرصا كبيرة لبكين لزيادة ظهورها عبر الاستثمار والبناء.

أجندة استراتيجية

في المقام الأول، ينصب اهتمام الصين في غرب آسيا والعالم العربي على تأمين إمدادات الطاقة لتلبية نموها الاقتصادي المستمر، ولكن هناك أجندة استراتيجية أيضا، حيث تنظر إلى المنطقة كمركز لتوسيع سوقها ومجال نفوذها في أفريقيا وأوروبا.

ووفقا لمراقبين للسياسة الخارجية الصينية، توجد أجندة أخرى متوسطة وطويلة المدى تتمثل في جعل بكين شريكا مقبولا أكثر في المنطقة، بدلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان.

ومن المثير للاهتمام، وفقا للصحيفة، أنه تم في إسرائيل عام 2022 افتتاح "مركز السياسة الإسرائيلية الصينية" في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وذلك ضمن التوسع الصيني في المنطقة.

المصدر - ذا إيكونوميك تايمز

رابط مختصر: https://bit.ly/3xnKZyi

 




أرسل رسالتك

موضوعات ذات صلة

الكلمات الدلالية

الملفات المرفقة

يحصل الأعضاء المشتركون في الموقع على الخدمات بشكل دوري خلال فترة العضوية مقابل اشتراك رمزي

اشترك الآن مشترك موجود
ارسل
عن الكاتب

مركز أفق المستقبل للاستشارات

- مركز أفق المستقبل للاستشارات